الأحد، 11 مايو 2014

العلاقة ما بين النظرية البنائية المعرفية والتكنولوجيا - المشاركة الثانية من أعمال طلبة مقرر تكنولوجيا التربية في برنامج الماجستير في التربية

تتبُع المعرفة عبر الزمن أصبح عبئاً على المؤسسات التعليمية وذلك لتزايدها المستمر بمختلف الجوانب، فأصبحت الحاجة ضرورية لإكساب المتعلم مهارات وخبرات تجعله قادر على متابعة التعلم بشكل ذاتي. ويتحقق ذلك من خلال أسلوب التعلم المستمر الذي يتجاوز حدود الزمان والمكان. هذا وقد أدت المستحدثات التكنولوجية الحديثة كما أشار البسيوني (2012) إلى ظهور مفاهيم جديدة في مجال التعليم، حيث نشأ التعليم الالكتروني وما يحتويه من عناصر متعددة ومتنوعة .
من أبرز ما استجد على التعلم الإلكتروني هو التعلم المتنقل  وهو ما اصطلح عليه باسم -mobile learning -   حيث تشير له بعض الدراسات على أنه امتداد للتعلم الإلكتروني وقد عرفه Kadirir ، 2009)) " أنه شكل من أشكال التعلم الإلكتروني بحيث يكون في كل مكان وذلك باستخدام أجهزة الاتصال المتنقلة مثل الهاتف النقال ، والأجهزة الرقمية الشخصية ، أو أي جهاز صغير متنقل" كما أورده Keskin & Metcalf) .2011).
لذلك يجب أن تساهم التكنولوجيا وأدواتها في تعزيز بيئات تعليمية تحث على التعلم المستمر وقد أشار ابو خطوة ، (2013) إلى أن " الباحثين في مجال التكنولوجيا يسعون إلى تصميم بيئات تعلم الكترونية تستفيد من التطور التكنولوجي المعاصر  وتحقيق أكبر قدر من الفاعلية  والكفاءة في العملية التعليمية  و أنه يمكن بواسطة الدمج بين مصادر التعلم الالكترونية  المختلفة تصميم بيئة تعليمية اجتماعية تفاعلية  وفقاً للأسس التربوية  لتحقيق أهداف التعلم بأقصى درجة ممكنة  وتنمية مهارات التفكير المناسبة لتطورات العصر ووظائف المستقبل ".
يمكن أن يظهر هذا النوع من البيئات تخوف من مدى فعاليتها لدى الكثير من التربويون حيث أشير في دراسة Embi & Hassan 2012 " أن طلبة الجامعة في ماليزيا لا يعتقدون من أن استخدام الشبكة الاجتماعية على الانترنت تؤثر في ادائهم الأكاديمي " كما اورده (ابو خطوة,2013) ،  في حين أشار Jeng & Lu   (2006) الى أن بعض الأبحاث أثبتت أن التعلم في البيئة الالكترونية يمكن أن ينتج نتائج متساوية بل أفضل من الصفوف التقليدية .
ويتضح مما سبق ان استخدام الأجهزة المتنقلة بما فيها من تطبيقات وبرامج التواصل الاجتماعي، و الويكي، و المدونات ، واليوتيوب يساهم بشكل ايجابي في زيادة فرص التعلم في البيئة التعليمية.
ومن أبرز المعوقات التي تواجه التعلم المتنقل هو القصور في الاعتماد على أسس نظرية تقوّم عملية التعلم بشكل فعّال ، وتعمل على تطوير جودة البرامج التي تعتمد عليها الأجهزة المتنقلة ،( Park,20) . في حين  أشار أبو خطوة ، (2013) أنه " ينبغي أن يقوم التصميم التعليمي على أسس تشتق من نظريات التعلم " كما استخلص كلا من (Lu &Jeng,2007) "أن الأدبيات قد أظهرت أن  البرامج المعتمدة على الانترنت Online courses   تعمل بشكل أفضل في البيئة المعرفية البنائية و في البيئة البنائية الاجتماعية".
ويتضح مما سبق ضرورة الاعتماد على نظرية تعليمية عند تصميم بيئة تكنولوجية معتمدة على التعلم المتنقل ، وبما أن النظرية المعرفية البنائية تؤكد على أن تكوين المعرفة يعتمد على خبرات سابقة و ونتائج تفاعلات مع البيئة. و تهيئة بيئة التعلم لتجعل المتعلم يبني معرفته بنفسه خلال مروره بخبرات كثيرة كذلك تنظر للمتعلمين على أن لهم دوراً فعالاً في بناء مفاهيمهم الخاصة طالماً أن الأفراد يقومون بذلك من منطلق خبراتهم الماضية.
بينما تؤكد النظرية البنائية الاجتماعية على التعلم من خلال التفاعل مع الآخرين حسب نظرية  فيجوتسكي وتعتمد على الجوانب الاجتماعية للتعلم ، وعلى أهمية التفاعل الاجتماعي من أجل التعلم ، وأن " الاتجاه الحقيقي لتنمية التفكير يبدأ من التفاعل الاجتماعي وينتقل للأفراد" ( Berg.2003). ويستفاد من نظرية فيجوتسكي أن التعلم عملية اجتماعية تفاعلية ، لذلك يجب الاهتمام بالجوانب الاجتماعية والثقافية عند تصميم بيئة تكنولوجية تعتمد على التعلم المتنقل.
 نستخلص مما سبق أن المعرفة تُبنى من خلال التفاعل والحوار الاجتماعي وان الفرد لا يكتفي ببناء المعرفة من نشاطه الذاتي فقط بل معتمداً على ما لديه من مفاهيم وخبرات سابقة.
واعتمادا على ما فات فإنه يمكن تصميم بيئة تعلم تكنولوجية تعتمد على التعلم المتنقل متناغمة مع النظرية البنائية والنظرية الاجتماعية انطلاقا من معايير المنظمة الدولية للتقنية في التعليم (2007)
ولنجاح تصميم بيئة تكنولوجية يجب مراعاة إتاحة الإمكانات ووسائل التعلم وتوفرها للمتعلم ليتمكن من الوصول الى المعلومات بأقل جهد ووقت ، بالإضافة الى ملاحقة التطورات الحديثة في جميع المجالات ، وأن تكون البيئة ذات فعالية ويظهر ذلك في التحسن والتطوير المستمر للمعارف ومهارات المتعلمين .
(الغريب، 2001) في دراسة  (البسيوني ،2012) 
يٌعد التحليل الخطوة الأولى عند تصميم بيئة تكنولوجية وفقاً لنموذج ADDIE حيث يتم خلال هذه المرحلة تحديد خصائص المتعلمين اعتماداً على المرحلة العمرية وخبراتهم وقدراتهم وميولهم بالإضافة الى تحديد الأهداف العامة التي تتمثل في تمكن المتعلم من الابداع والابتكار. واكساب المتعلم مهارات الاتصال والمشاركة مع الأقران من خلال توظيف أدوات التعليم المتنقل ، "حيث تكمن أهمية التفاعل الاجتماعي بين المتعلمين في أنشطة التعلم  لكي يقوموا ببناء معرفتهم الخاصة من خلال النقاش والحوار وتبادل الأفكار مما يعمل على تطوير تراكيب البنية المعرفية لمفاهيم المقرر الدراسي في إطار متكامل " (أبو خطوة ،2013).
هذا ويجب أن ينظر في استغلال استخدام المتعلمين للأجهزة المتنقلة في العصر الرقمي الحالي خلال حياتهم اليومية خارج أسوار المدرسة ، وتوظيفها في بيئة التعلم لجعلها جاذبة وأكثر فاعلية في زيادة التحصيل المعرفي.
 وتتمثل الرؤية وراء تصميم بيئة تكنولوجية في امتلاك المتعلم القدرة على استخدام الأدوات التكنولوجية المتوفرة بكفاءة لجمع البيانات واكتساب المعرفة لتحقيق التعلم المستمر واختيار التطبيقات المناسبة لكل عمل. وتحقيق مخرجات تعليمية قادرة على التفكير العلمي الناقد في حل المشكلات.
يراعى في مرحلة التصميم  صياغة الأهداف التعليمية لمحتوى المنهج وفق الأهداف العامة ، و اختيار التطبيقات والبرمجيات المناسبة لمحتوى المنهج للمقررات الدراسية حيث تمكن المتعلم من استلام وتسليم المهام والأنشطة  في أي وقت ومن أي مكان،  والتفاعل والتواصل لأداء  العمل الجماعي دون الحاجة للوجود في الفصل الدراسي أو المواجهة مع المعلم. مع التأكيد على محدودية دور المعلم في كونه ميسر وموجه وليس ناقل للمعرفة  حيث يسمح المعلم لردود فعل المتعلمين من خلال المناقشة وتبادل الخبرات بقيادة الدرس وهو ما يتوافق مع دور المعلم في النظرية البنائية التي تركز على أن التعلم عملية تفاعل نشطة يستخدم فيها الطالب أفكاره السابقة لإدراك معاني التجارب والخبرات الجديدة ، وعلى المعلم ان يدرك مفاهيم المتعلم الحالية عن الاشياء والاحداث والظواهر كذلك يجب أن يسمح للمتعلمين أن يعرضوا تفسيراتهم وخبراتهم الى أقرانهم لتحقيق التعلم وفق التفاعل الاجتماعي. و أن يستغل الخدمات التي توفرها هواتف الطلبة النقالة  من كاميرا رقمية و خدمة رسائل واتصال مستمر بالأنترنت كأداة تعلم جيدة.
مراعاة المرونة عند رسم المنهج والمحتوى العلمي المناسب من أهم عوامل نجاح البيئة التكنولوجية في المدرسة المعتمدة على التعلم المتنقل ، ويظهر ذلك في توفير بدائل متعددة لأدوات التعلم لتتناسب مع احتياجات المتعلمين و بما يحقق التواصل والتعليم المستمر مع مراعاة سهولة استخدام هذه الأدوات وأن تكون متاحة للجميع ويمكن التجديد في محتواها بما يتناسب مع الفروق الفردية للمتعلمين .
  البيئة المدرسية التي تقوم على التعلم المتنقل يجب أن توفر التنوع في وسائل الاتصال وأن تحقق التكامل بين مكونات المنهج المختلفة لتتجاوز قيود المكان والزمان التي توجد في المدارس التقليدية كذلك يجب أن تحقق التفاعل بأنواعه وهي وفق ما أشار اليها Andoerso & Elloum  ،( (2004 هي تفاعل الطالب مع المحتوى وتفاعل المعلم مع المحتوى وتفاعل المحتوى مع المحتوى . المدرسة التي تتبع أسلوب التعلم المتنقل يجب أن توفر جودة عالية في الاتصال بشبكات الانترنت كذلك تفعيل دور فنيي التشغيل لضمان متابعة صيانة الوسائل والأدوات التكنولوجية المتوفرة.
ولمعرفة مدى تحقيق الأهداف الموضوعة في البيئة التكنولوجية ، يجب أن يكون أسلوب التقييم قائم على قياس التحصيل الحقيقي لإنجازات الطلبة وقياس مدى الاستفادة من وسائل التفاعل  ونسبة نجاح التواصل بين المتعلمين .
هناك شكوك في تقييم الطالب في البيئات الالكترونية ويعزى ذلك الى أن الطالب قد يهتم بدرجته النهائية في ختام المقرر الدراسي أكثر من اهتمامه من تحقيق فرص التعلم نفسها وتحقيق النمو المعرفي  مثل ما أشار Olson & Wisher  ، (2002) في دراسة Jeng & Lu ,2006)).
إلا أن ذلك لا ينفي أن البيئات التعليمية التقليدية تخلو من هذه الشكوك ،لكن طبيعة البيئة التكنولوجية وما تحويه من أجهزة يتعامل معها المتعلم بشكل يومي ، قد تزيد من احتمالات التعلم واكتساب المعرفة والمهارات الاجتماعية .

هناك تعليقان (2):

  1. التعليم الإلكتروني:_



    هو طريقة للتعليم باستخدام آليات الاتصال الحديثة من حاسبات وشبكات ووسائط متعددة من صوت وصورة ، ورسومات ، وآليات بحث ، ومكتبات إلكترونية، وكذلك بوابات الإنترنت سواءً كان عن بعد أو في الفصل الدراسي المهم المقصود هو استخدام التقنية بجميع أنواعها في إيصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت وأقل جهد وأكبر فائدة. والدراسة عن بعد هي جزء مشتق من الدراسة الإلكترونية وفي كلتا الحالتين فإن المتعلم يتلقى المعلومات من مكان بعيد عن المعلم ، وعندما نتحدث عن الدراسة الإلكترونية فليس بالضرورة أن نتحدث عن التعليم الفوري المتزامن ، بل قد يكون التعليم الإلكتروني غير متزامن. فالتعليم الافتراضي هو أن نتعلم المفيد من مواقع بعيدة لا يحدها مكان ولا زمان بواسطة الإنترنت والتقنيات.


    خصائص التعليم الالكتروني :_


    1- توفير جميع وسائل التفاعل الحي بين الطالب والمدرس و إمكانية تفاعل الطلبة والمدرس على
    السبورة الالكترونية .
    2- تفاعل الطالب مع المدرس بالنقاش حيث يمكن للطالب التحدث من خلال المايكروفون المتصل
    بالحاسب الشخصي الذي يستخدمه
    3- تمكين المدرس من عمل استطلاع سريع لمدا تجاوب وتفاعل الطالب مع نقاط الدرس المختلفة
    والتي تعرض على الهواء
    4- تمكين المدرس والطالب من عمل تقييم فوري لمدا تجاوب الطلبة من خلال عمل استبيان سريع وفوري يستطلع من خلاله المدرس مدا تفاعل الطلبة معه ومع محتوى المادة التعليمية والتربوية
    5- يمكن للمدرس عمل جولة للطلبة لأحد المواقع التعليمية المتاحة على الانترنت
    6- تمكين المدرس من استخدام العديد من وسائل التعليمية التفاعلية المختلفة مثل مشاركة التطبيقات
    7- مساعدة المدرس على تقسيم الطلبة إلى مجموعات عمل صغيرة في غرف تفاعلية بالصوت والصورة من أجل عمل التجارب في الحال وفي نفس الحصة وتمكين المدرس من النقاش مع أي من مجموعات
    العمل ومشاركة جميع الطلبة في تحليل نتائج أحد مجموعات العمل .
    8- تمكين المدرس والطالب من عمل تقييم فوري لمدا تجاوب الطالب من خلال اختبار سريع يتم تقييم ومناقشة تفاعل الطالب معه في الحال وفى وجود المدرس.





    أنواع التعليم الالكتروني:
    تنحصر أنواع التعليم الإلكتروني تبعاً لزمن حدوثه في نوعين ، هما :
    أولاً : التعليم الإلكتروني المتزامن Synchronous E-learning )) :
    وهو التعليم على الهواء الذي يحتاج إلى وجود المتعلمين في نفس الوقت أمام أجهزة الكمبيوتر لإجراء النقاش والمحادثة بين الطلاب أنفسهم وبينهم وبين المعلم عبر غرف المحادثة((chatting أو تلقي الدروس من خلال الفصول الافتراضية (virtual classroom) أو باستخدام أدواته الأخرى . ومن ايجابيات هذا النوع من التعليم حصول المتعلم على تغذية راجعة فورية وتقليل التكلفة والاستغناء عن الذهاب لمقر الدراسة ، ومن سلبياته حاجته إلى أجهزة حديثة وشبكة اتصالات جيدة.
    وهو أكثر أنواع التعليم الإلكتروني تطوراً و تعقيداً ، حيث يلتقي المعلم و الطالب على الإنترنت في نفس الوقت ( بشكل متزامن ) .
    وتتضمن الأدوات المستخدمة في التعليم الالكتروني المتزامن مايلي:
    • اللوح الأبيض(Whit Board )
    • المؤتمرات عبر الفيديو (Videoconferencing)
    • المؤتمرات عبر الصوت (Audio conferencing)
    • غرف الدردشة (Chatting Rooms)
    ويتفق الكاتب مع المختصون الذين يرون بأن التعليم الإلكتروني التزامني قد يحدث أيضاً داخل غرفة الصف وباستخدام وسائط التقنية من حاسب وانترنت وتحت إشراف وتوجيه المعلم .
    http://image.slidesharecdn.com/random-100227102306-phpapp02/95/slide-1-728.jpg?cb=1267287838
    http://www.youtube.com/watch?v=gBIOCovIMRE&hd=1
    الدهلاوي عبدالله الدهلاوي
    aldhlawi1995@icloud.com

    ردحذف
  2. سيكون المقال اكثر احترافية اذا تم اضافة المصادر والمراجع اليه شكرا

    ردحذف